JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Home

قصة اللواء حمزة البسيوني الطاغية الذي كان يستمتع بتعذيب الأبرياء في السجن الحربي بمصر.. ونهايته المأساوية

 ‏حمزة البسيوني ، هو أكثر الشخصيات وحشية في تاريخ مصر الحديث . ولد عام 1922 في إحدى المدن المصرية ، و درس بالكلية الحربية ثم انضم لجماعة الضباط الأحرار التي قامت بثورة عام 1952 للإطاحة بالملكية في مصر و كان وقتها برتبة رائد .




‏برز نجم بطل قصتنا أو الأجدر القول سفاح قصتنا بعد محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في حادثة المنشية عام 1954 . حينها كان جمال عبد الناصر رئيسا للوزراء ، بعدها تم تسليم العقيد حمزة بسيوني إدارة السجن الحربي لتبدأ مرحلة سوداء و وحشية في تاريخ مصر الحبيبة بحق العديد من الأبرياء و الضحايا .

‏حمزة البسيوني مدير السجن الحربي الذي كان الناس في مصر يرتعدون بمجرد سماع اسمه . وذلك لما نسج عنه من حكايات و قصص التعذيب بالسجون ، و بالطبع كلها للأسف حقيقية و نقلا عن الواقع .. بل كان هناك جرائم لم يتم الافصاح عنها و لم تسجل في هذه البقعة المظلمة . و من شدة بطش وظلم هذا الوحش بالمساجين كان يلقب (بملك التعذيب في السجن الحربي) .

‏وإليكم بعض المقتطفات عما كان يقوله ذلك الطاغية :

كان يقول عن نفسه : “أنا إله السجن الحربي” . و ” أنا القانون و الدولة و القاضي و الجلاد .. أنا الذي يحيي و يميت ”

‏وتمادى بغيّه قائلا للمساجين : أنا الذي لا أستلم المساجين بإيصال ، و لا يعلم أحد عدد المساجين عندي … و أستطيع أن أقتل منكم كل يوم مائة كلب ولن يحاسبني أحد .

‏وعندما يسمع حمزة أحد البائسين من المساجين يصرخ من العذاب ويتضرع أن : ” يا رب ” فيقول له : “ربنا في الزنزانة اللي جنبك” .. أستغفر الله العظيم تعالى الله عما يصفون .

‏كان مساحة السجن الحربي حوالي 14400 متر مربع ، و كان ينقسم الى أربعة أقسام وكل قسم أسوأ من الآخر . يتم استقبال المساجين بالكلاب لتنهش بأجسادهم ، و كان للكلاب حظوة عند حمزة ، فكان يتم إطعامهم أفخر أنواع اللحوم و قبل أي موظف أو سجين بالسجن بأمر من حمزة شخصيا . و كان أي سجين يتم إرساله بتوصية من قيادة عليا ، يتم حبسه في زنزانة مع مجموعة كلاب تأكل و تشرب و تقضي حاجتها عليه في الزنزانة. 

‏ذكر الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي أنه كانت له جارة وزوجها كان معتقلا ، وبعد عناء كبير تمكنت من زيارته ، فذهبت للسجن الحربي ومعها ابنتها . والتقت بضابط السجون حمزة البسيوني ودخل زوجها الزيارة في وضعية الكلب مذلولا خاضعا أمام زوجته وابنته فقال له البسيوني : من أنت ؟ 

‏فأجاب قائلا : أنا كلب سيادتك .

سأله : والكلب بيعمل ايه ؟ .

رد الرجل : بينبح سيادتك .

قال له : طب اعمل مثل الكلب !

‏فأخذ الرجل بالنباح و الدموع في عينيه و الذل أمام عائلته . ( جسد الفنان الراحل هذا الموقف في فلم ” إحنا بتوع الأتوبيس ) .

‏كان يعذب العلماء والدعاة و المدنيين و السياسين بكل وحشية . مثل الجلد بالسياط بعد دهن المسجون بالزيت ، حرق الأجساد بالنار ، سحل المسجون على زجاج ، جلد المسجون و هو عاري ، ربط الأعضاء التناسلية و شدها وهو مخترع طريقة تعذيب العروسة ، وهي لوح خشبي مقصوص على شكل إنسان فاتح ذراعيه و أقدامه . يتم تثبيت المسجون به و ضربه بالسياط .. و غيرها من الأساليب التي يندى لها الجبين .

‏و لك عزيزي القاريء تتخيل بأنه بعد كل هذه المعاناة تم ترقية العقيد حمزة البسيوني الى رتبة لواء !!!!! . ودخل اللواء حمزة البسيوني مدير السجن الحربي إلى غرفة مكتب الرئيس جمال عبد الناصر ، ووقف رئيس الجمهورية لاستقبال الضابط الكبير وفوجئ به ينكب على وجهه ويرتمي عند قدميه محاولا لثم حذاءه . وكان ينتحب ويشهق حتى خضبت دموعه حذاء الرئيس الذي تعجب أيما عجب ، ومد يده ورفع وجه اللواء حمزة البسيوني الذي كان على الأرض .

‏سأله : ماذا تفعل يا حمزة؟ ، أنسيت أنك ستكون لواءاً في الجيش؟ .

فقال حمزة وهو لا يزال يبكي ويرتجف ويحاول أن يقبل يد الرئيس والأخير يسحب يده من شفتي اللواء :

_ سمعت من المشير عبد الحكيم عامر أنك حكمت علي بالإعدام ؟ 

‏قال الرئيس مشدوها :

_ أنا لم أحكم عليك بالإعدام . إن كل ما قلته للمشير عبد الحكيم عامر هو أن ينقلك من منصب قائد السجن الحربي إلى منصب آخر في الجيش يليق برتبتك العسكرية ! 

‏فقال له حمزة البسيوني :

إذا تم نقلي من السجن الحربي سيتم قتلي على يد أعداء الثورة !

‏فتمت إعادته للسجن الحربي بعد ترقيته!! ، وتبدأ مرحلة أكثر سوادا إذ انتقم من المساجين وأذاقهم ألوانا وأصنافا من التعذيب و الذل و الهوان أكثر من السابق .

‏ذاق حمزة البسيوني بعض أنواع الذل و المهانة في السنتين اللتين أمضاهما بالسجن لكن لم يتم تعذيبه . و كل الذل الذي لقيه لم يشكل 1 % مما أذاقه للمسجونين .

‏و عندما استلم الرئيس الراحل أنور السادات الحكم .. أمر بإغلاق السجون السياسية والافراج عن العديد من المساجين السياسيين و منهم حمزة البسيوني .

‏وبعد خروجه من السجن ظل حمزة البسيوني بعيدا عن الساحة حتى جاء يوم 19 نوفمبر عام 1971 . وكان موافقا لأول أيام عيد الفطر المبارك ، كان حمزة مسافرا من الإسكندرية إلى القاهرة ومعه شقيقه العقيد عباس البسيوني . فاصطدمت سيارته بإحدى السيارات المحملة بحديد التسليح ، ومات حمزة وشقيقه وتعرضت جثته لتشويه غريب نتيجة دخول عدد من الاسياخ الحديد فيها. 

‏وينقل المستشار ” خيري يوسف ” رئيس محكمة الإستئناف السابق ما حكاه بشأن معاينته لجثة حمزة البسيوني حيث يقول عن الحادثة : “كانت حادثة مروعة ، وكنت وقتها رئيسا لإحدى النيابات في محكمة كلية وخرجنا أنا وزميل لي في مهمة قضائية لمعاينة الحادث. 

‏ودلت المعاينة وشهادة الشهود على أن سائق السيارة القتيل كان يقود سيارته بسرعة غريبة . وكانت أمامه سيارة نقل مُحملة بأسياخ الحديد التي تتدلى من مؤخرة السيارة . ودون أن يتنبه استمر في سرعته حتى اصطدم بسيارة النقل وحينها اخترقت أسياخ الحديد ناصية القتيل . ومزقت رقبته وقسمت جانبه الأيمن حتى انفصل كتفه عن باقي جسده.. وبتأثر واضح قال المستشار خيري : “لم أستطع مناظرة الجثة فقد وقعت في إغماء من هول المنظر وقام زميلي باستكمال مناظرة الجثة “.

‏ولأن الجزاء من جنس العمل مات حمزة البسيوني شر ميتة وكانت عبرة لمن يعتبر . وعند موته لم يدخل النعش المسجد ليصلى عليه ، وحبس داخل نعشه والتصق به ولم يُصلى عليه وغسل إحدى عشر مرة لأنه كان يتبرز وهو ميت – أكرمكم الله – . واندهش المغسلون وجلبوا طبيبا خشية أن يكون لازال على قيد الحياة لكن الطبيب تحقق أنه ميت . فدفن وهو يتبرز وانتشر الخبر ولم يجد الأطباء تفسيرا طبيا لذلك!! .. فأغلقوا عليه القبر بالإسمنت . ولم يدفن به أحد ..” لأن القبور بمصر يدفن بها أكثر من شخص .. نظام مدافن ” .

‏وعندما ذهبوا به لصلاة الجنازة عليه ، وقف النعش خارج المسجد وأبى الدخول ، فصعد الإمام المنبر وهتف : « مَنْ حبس مَنْ يا حمزة ؟ ، حبست الله في زنزانة انفرادية؟ ، أم حبسك الله فمنعك من دخول بيته؟ . «يا حمزة عَلِمَتْ الدنيا أنك عبد وأنه رب؟» .

‏هناك العديد من الافلام التي تحدثت عن شخصية حمزة البسيوني و السجون الحربية و منها : اثنان على الطريق ، والبريء ، والكرنك . 


NameEmailMessage