JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

رجال محْصيين بلا شهوة كرسوا حياتهم لخدمة الحرم

 

رجال محْصيين بلا شهوة كرسوا حياتهم لخدمة الحرمين الشرفين تبقى منهم 3 اشخاص فقط... قصتهم كاملة.




‏قبل عقود مضت كنا نرى أشخاصاً مميزين بملابسهم وأعمالهم داخل أروقة الحرم المكي الشريف، يقفون داخل صحن المطاف وآخرين كنا نراهم في المسجد النبوي الشريف ينظفون الحجرة النبوية مرتدين ثياباً وعمائم بيضاء، وفي وسطهم أحزمة بعضها ملون، يعرفون لدى العامة بالأغوات. 

‏وحالياً غابوا عن الأنظار فلم نعد نراهم إلا صوراً في كتب ومجلدات، فمن هم الأغوات، ولماذا أطلق عليهم هذا الاسم، وكيف كانت بدايتهم، وما قصتهم؟

‏كلمة "آغا" في مكة المكرمة والمدينة المنورة على مجموعة من الأشخاص "المخصيين" العاملين في خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.

‏أول من اتخذ "الخصيان" لخدمة الكعبة فهو يزيد بن معاوية، الذي تولى الخلافة بعد وفاة والده عام 60هـ، وأول من رتب الأغوات في المسجد الحرام هو الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور. 

‏هناك العديد من الوظائف التي كان الأغوات يقومون بها سابقاً، سواء بالمسجد الحرام أو المسجد النبوي، وقد حصر بعض المؤرخين تلك المهام فوجدوا أنها تتجاوز الأربعين وظيفة، ولعل أولى هذه الوظائف قيامهم بالفصل بين الرجال والنساء في الحرمين الشريفين. 

‏ومنع النساء من الطواف بعد الأذان، وتولي مسؤوليات كنس وتنظيف صحن المطاف، وتقديم سقيا ماء زمزم للملك ورؤساء الدول الإسلامية والوفود الرسمية بعد انتهائهم من الطواف، كما يتولون تنظيف الحجرة النبوية، وفتحها لضيوف الدولة. 

‏من بين الأقوال المتداولة سابقاً أن أغوات الحرم هم عبىِد يتم شراؤهم من قبل الحكام والأثرياء ليكونوا خداماً للحرمين الشريفين، فما مدى صحة هذا؟

‏هذه المقولة غير صحيحة فقد نفاها شيخ أغوات المسجد النبوي الشريف الشيخ سعيد بن آدم بن عمر آغا، في حوار صحفي نشر عام 2011 م، وقال.... 

‏إنه "خلافاً لما كان شائعاً عن الأغوات من أن آباءهم هم من قاموا (بخصيهم) وإرسالهم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لخدمة الحرمين الشريفين، فإن الغزو الإيطالي للحبشة عمد إلى «خصي» الأطفال حتى يقطعوا نسلنا. 

‏هل هناك شروط لابد من توفرها في الآغا؟


نعم للأغوات شروط لابد من توفرها في كل من يرغب الانضمام لهم لتولي وظيفة آغا أهمها أن يكون الشخص (مخصياً).

‏يقبل تطبيق النظام عليه، ويقبل شروط الأغوات كاملة، وأن ينام في الحرم سبع سنوات ليل نهار، وأن يؤدي واجبه على أكمل وجه، ويطيع أوامر رؤسائه من الصغير حتى الكبير، وأن تكون صحته جيدة، وألا يكون هزيلاً ولا متأخراً في السن وعاجزاً عن العمل.

‏من عاصر الأغوات يلاحظ أن لهم ملابس خاصة ويتميزون بها عن غيرهم داخل وخارج الحرمين الشريفين ولهذه الملابس درجات تميز بعضهم عن الآخر، فمن كان منهم في درجة الخبزية وما فوقها يضع الشال على كتفه، ومن كان دون درجة الخبزية فإنه يربطه في وسطه، وللأغوات مراتب أعلاها مرتبة شيخ الأغوات.

‏في المسجد النبوي الشريف هناك موقع يعرف بالصُّفّة أو كما يقال بالعامية دكة الأغوات، وهو في الركن الشمالي الشرقي من المسجد النبوي، وهو الموقع الذي "أمر به النبي محمد ﷺ فظُلل بجريد النخل، وأُطلق عليه اسم "الصفة" أو "الظلة".




‏وقد أُعدت الصفة لنـزول الغرباء العزاب من المهاجرين والوافدين الذين لا مأوى لهم ولا أهل ..وكان النبي ﷺ كثيراً ما يجالسهم، ويأنس بهم، ويناديهم إلى طعامه، ويشركهم في شرابه؛ فكانوا معدودين في عياله"،

وكانت دكة الأغوات ملتقى للأغوات في بداية أعمالهم بالمسجد النبوي الشريف.

‏على الرغم من وضعهم إلا أنه ثبت زواجهم عبر التاريخ، والغرض من الزواج كما يعبر بعضهم عن ذلك، هو إيجاد من يرعاهم حال المرض ومع كبر السن، والزواج في نظرهم كما يصرحون أكبر من مجرد علاقة جىْسية أو ذرية، بل هو ود ورحمة وسكن.

‏انتهى العمل باستقدام أغوات جدد قبل أكثر من 43 عام بأمر من الملك فهد بعد فتوى ابن باز الذي وصله بأن آباء الأغوات يقومون بخصيهم عمداً لاستقدامهم لخدمة الحرمين، والذي نفاه شيخ أغوات المسجد النبوي بقوله أنه ناتج عن الغزو الإيطالي لإثيوبيا، واليوم لا يتبقى منهم سوى ثلاث اشخاص فقط. 

الاسمبريد إلكترونيرسالة